نظرية الفيض في الفلسفة المشرقية
سأتجوز في تعريف نظرية الفيض
أسس الفارابي وبعده ابن سينا لهذه الفرضية على محاولة إيجاد مخرج من إشكالية اعتقدوها وهي : صدور الكثرة عن الواحد, لأن صدور متعدد لا يكون إلا عن متعدد , وهذا في نظرهم محال على الله, فوجد الفارابي عند اليونان جزءا من الحل, فجمعوه إلى وجوب تغليفه بالتغليف الإسلامي, فوظفوا النظرية اليونانية وغيروا الأسماء إلى أسماء إسلامية.
وتقوم النظرية على أن الله تعالى عبارة عن عقل مجرد..لا صفات له, وهو مشغول في تعقل نفسه, لأن الكامل لا يجوز أن يتعقل في الناقص, وتعقله كان علة (سببا) لصدو وفيض عقل منه أقل كمالا منه, بحيث أن هذا العقل (الله) لم يرد ذلك ولم يكن قادرا عليه, بل فاض منه ضرورة عقلية...ثم صار العقل الثاني يتعقل في نفسه وفي العقل الذي فوقه فينتج عنه فلك وعقل آخر..وهذا العقل يتعقل أيضا على نحو ما تعقل الذي قبله وهكذا إلى العقل الأخير وهو العاشر (جبريل) لتكون الصورة إسلامية- وعنه فاضت المادة ...وكلما نزلنا في العقول نحو المادة كلما قل الكمال وظهر النقص
وزاد ابن سينا ثالثا وهي النفس باعتبار أنه زاد على الفرابي في قسمته الثنائية (واجب الوجود, وممكن الوجود) فجعلها, (واجب الوجود بذاته, ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بغيره)..فصار تعقل العقل لذاته باعتبارين, باعتباره ممكن الوجود بذاته وباعتباره واجب الوجود بغيره)
وهذه نظرية معارضة للعقيدة الإسلامية , فالوحي اثبت الخلق لله تعالى بإرادة وقدرة وعلم
وقد لاقت هذه النظرية انتقادا شديدا من الفلسفة المغربية في الأندلس, وكان أشد من انتقدها ابن رشد في كتابه "تهافت التهافت" حين صرح بأن نظرية الفيض الفارابية والسيناوية "كلها خرافات, وأقاويل أضعف من أقاويل المتكلمين , وهي كلها أمور دخيلة في الفلسفة ليست جارية على أصولهم, وكلها أقاويل ليست تبلغ مرتبة الإقناع الخطبي, فضلا عن الجدلي" واستغرب صدور مثل هذا عن الفارابي وابن سينا فقال: "والعجب كل العجب, كيف خفي هذا على أبي نصر وابن سينا لأنهما أول من قال هذه الخرافات فقلدهم الناس, ونسبوا هذه الأقوال إلى الفلاسفة"
ولإنصافه وافق الغزالي في قوله عن إلاهيات ابن سينا والفارابي في (تهافت الفلاسفة) أنها "ظنية" .
هذا باختصار وإلا فالنظرية يمكن عرضها بطريقة أدق...ببيان اصولها اليونانية وربما الهندية أيضا وما يلزم منها شرعا وعقلا والله تعالى المستعان..
سأتجوز في تعريف نظرية الفيض
أسس الفارابي وبعده ابن سينا لهذه الفرضية على محاولة إيجاد مخرج من إشكالية اعتقدوها وهي : صدور الكثرة عن الواحد, لأن صدور متعدد لا يكون إلا عن متعدد , وهذا في نظرهم محال على الله, فوجد الفارابي عند اليونان جزءا من الحل, فجمعوه إلى وجوب تغليفه بالتغليف الإسلامي, فوظفوا النظرية اليونانية وغيروا الأسماء إلى أسماء إسلامية.
وتقوم النظرية على أن الله تعالى عبارة عن عقل مجرد..لا صفات له, وهو مشغول في تعقل نفسه, لأن الكامل لا يجوز أن يتعقل في الناقص, وتعقله كان علة (سببا) لصدو وفيض عقل منه أقل كمالا منه, بحيث أن هذا العقل (الله) لم يرد ذلك ولم يكن قادرا عليه, بل فاض منه ضرورة عقلية...ثم صار العقل الثاني يتعقل في نفسه وفي العقل الذي فوقه فينتج عنه فلك وعقل آخر..وهذا العقل يتعقل أيضا على نحو ما تعقل الذي قبله وهكذا إلى العقل الأخير وهو العاشر (جبريل) لتكون الصورة إسلامية- وعنه فاضت المادة ...وكلما نزلنا في العقول نحو المادة كلما قل الكمال وظهر النقص
وزاد ابن سينا ثالثا وهي النفس باعتبار أنه زاد على الفرابي في قسمته الثنائية (واجب الوجود, وممكن الوجود) فجعلها, (واجب الوجود بذاته, ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بغيره)..فصار تعقل العقل لذاته باعتبارين, باعتباره ممكن الوجود بذاته وباعتباره واجب الوجود بغيره)
وهذه نظرية معارضة للعقيدة الإسلامية , فالوحي اثبت الخلق لله تعالى بإرادة وقدرة وعلم
وقد لاقت هذه النظرية انتقادا شديدا من الفلسفة المغربية في الأندلس, وكان أشد من انتقدها ابن رشد في كتابه "تهافت التهافت" حين صرح بأن نظرية الفيض الفارابية والسيناوية "كلها خرافات, وأقاويل أضعف من أقاويل المتكلمين , وهي كلها أمور دخيلة في الفلسفة ليست جارية على أصولهم, وكلها أقاويل ليست تبلغ مرتبة الإقناع الخطبي, فضلا عن الجدلي" واستغرب صدور مثل هذا عن الفارابي وابن سينا فقال: "والعجب كل العجب, كيف خفي هذا على أبي نصر وابن سينا لأنهما أول من قال هذه الخرافات فقلدهم الناس, ونسبوا هذه الأقوال إلى الفلاسفة"
ولإنصافه وافق الغزالي في قوله عن إلاهيات ابن سينا والفارابي في (تهافت الفلاسفة) أنها "ظنية" .
هذا باختصار وإلا فالنظرية يمكن عرضها بطريقة أدق...ببيان اصولها اليونانية وربما الهندية أيضا وما يلزم منها شرعا وعقلا والله تعالى المستعان..